موضوع: الأزرق إن صاح لن يسكت إلا بطلاً السبت مايو 31, 2008 8:17 pm
لقب واحد يحتاجه الفرنسيون لكي يعادلوا الرقم القياسي الذي تحمله ألمانيا في عدد مرات الفوز بلقب كاس أوروبا (3 مرات)، لكنهم سيخوضون لأول مرة منذ عام 1996 بطولة كبيرة من دون الأسطورة زين الدين زيدان المعتزل بعد نهائي مونديال 2006 الذي ودعه ببطاقة حمراء اثر "نطحته" الشهيرة على صدر مدافع ايطاليا ماركو ماتيراتزي.
استهل "الديوك" مشوارهم مع الذهب الأوروبي عام 1984 على أرضهم بفريق ناري تزعمه رئيس الاتحاد الأوروبي الحالي ميشال بلاتيني إلى جانب ألان جيريس وجان تيغانا وجان فرنانديز الذين انتقلوا للتدريب لاحقا.
انتظر الفرنسيون حتى قدوم ثاني العمالقة زيدان لكي يضيفوا كأسا أخرى عام 2000 بمساعدة من تييري هنري ودافيد تريزيغيه وكلود ماكيليلي وليليان تورام وباتريك فييرا الذين يشكلون حاليا العمود الفقري للزرق باستثناء تريزيغيه الذي استبعده المدرب ريمون دومينيك رغم انه سجل 20 هدفا مع ناديه يوفنتوس هذا الموسم.
يدافع دومينيك عن استبعاد تريزيغيه بأنه ليس مفترضا استدعاء هدافي البطولات لكي يكونوا في التشكيلة، "في مونديال 2002، كنا نملك هدافي الدوري الايطالي والانكليزي والفرنسي ولم نسجل هدفا واحدا (في 3 مباريات)... فالمنتخب ليس سلة أرقام، نحن بحاجة للتماسك والتكامل بين اللاعبين، لذا غياب احد اللاعبين البديهيين على حساب لاعب آخر اقل نجومية يخدم المجموعة هو أمر عادي بالنسبة لي".
مفاجأتا دومينيك كانتا إبعاد ميكايل لاندرو حارس باريس سان جيرمان الذي رافقه من منتخب الشباب، والذي دفع ثمن هفواته أمام اسكتلندا إيابا في التصفيات وأمام المغرب وديا، لمصلحة حارس مرسيليا الشاب ستيف مانداندا، غير أن الحارس الأساسي سيكون المخضرم غريغوري كوبيه (35 عاما) المتوج بلقب سابع على التوالي مع ليون في الدوري المحلي، والذي أعلن انه سيتركه بعد 12 سنة أمضاها في صفوفه ليفتح صفحة جديدة في مسيرته وخصوصا مع "الديوك" بعد أن مل الجلوس بديلا لفابيان بارتيز.
وفي ظل إصرار دومينيك على رمي ورقة تريزيغيه، لعب ورقة مهاجم سانت إتيان بافيتيمبي غوميس (22 عاما) في تشكيلته الموسعة، بيد أن الأخير فاجأ الكل وبمن فيهم دومينيك عندما سجل في أولى مبارياته الدولية هدفين خياليين في مرمى الإكوادور وديا ليسرق مركزا في اللائحة النهائية بدلا من "المنحوس" جيبريل سيسيه (37 مباراة دولية) الذي دفع ثمن صيامه عن التسجيل مع فرنسا في السنتين الأخيرتين، ليغيب مجددا عن بطولة كبيرة بعدما كان موقوفا في أوروبا 2004، وحرمته إصابة قوية من المشاركة في مونديال 2006.
ومن الأسماء التي أقصيت عن بعثة المنتخب المعسكرة تحضيرا للبطولة، المدافعان جوليان اسكوديه وفيليب ميكسيس ولاعبو الوسط الو ديارا وماتيو فلاميني لاعب ميلان الايطالي الجديد وحاتم بن عرفة.
صحيح أن فرنسا تأهلت عن مجموعة قوية ضمت ايطاليا لكن وقوعها مرتين في فخ الخسارة أمام اسكتلندا جعلها تنتظر الجولات الأخيرة لكي تضمن تأهلها إلى النمسا وسويسرا وتكون من بين ابرز المرشحين لإحراز اللقب بعد أن طعم دومينيك تشكيلته بلاعبين شبان وخصوصا في خطي الوسط والهجوم مثل سمير نصري لاعب مرسيليا وكريم بنزيمة هداف الدوري مع ليون وغوميس السنغالي الأصل.
ستلتقي فرنسا مع ايطاليا مرة جديدة بعد نهائي المونديال الأخير ومواجهتي التصفيات، ولن يكون الطليان العقبة الوحيدة أمام تأهل الفرنسيين إلى ربع النهائي حيث سيقابلون هولندا المرشحة الدائمة (13 حزيران/يونيو) ورومانيا صاحبة النتائج الثابتة في التصفيات (17 حزيران/يونيو).
ويعتبر دومينيك الذي يكمل عامه الرابع على رأس المنتخب الأزرق أن "أفضل طريقة للتحضير لكأس العالم 2010 هي الفوز في كأس أوروبا 2008"، هكذا وعلى المدى البعيد يعمل المدرب الفرنسي الذي أصبحت قراراته اللا منطقية بنظر البعض تهضم بصعوبة أقل من الجماهير بعد أن قاد فرنسا إلى نهائي مونديال 2006 الذي دخلته غير مرشحة غير أنها أقصت البرازيل وسقطت في ركلات الترجيح أمام ايطاليا.
بالرغم من خيارات دومينيك الخاصة جداً يبقى الأزرق الفارس الأبرز لتبوأ القارة العجوز بأسلحة وقيادات ميدانية جديدة, وبناء على مدى صدى وطول صياح الديك الفرنسي في مشواره النمساوي السويسري سيتبين لنا مدى قوة هذا المنتخب وأي غد يستطيع أن يرسم فحتى مع الغدر الذي تمتاز به المستديرة تبقى مقولة الكتاب يُقرأ من عنوانه تنطبق على أحد أفضل مدارس الكرة عالمياً, فلنترقب إن كان صياح الأزرق سيصدح وحيداً في أوروبا, وبالتالي سيحرز اللقب لا محال ويؤسس بطبيعة الحال لحقبة ذهبية جديدة. الغد لناظره قريب.