بعد أن تجرع الفريق كأس المهانة بالخروج المبكر من الدور الاول لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا يسعى المنتخب التشيكي لكرة القدم إلى محو آثار هذه السقطة من خلال تقديم عروض ونتائج قوية في كأس الامم الاوروبية الثالثة عشر (يورو 2008) الشهر المقبل.
و ما زالت آثار الخروج المبكر في كأس العالم 2006 مسيطرة على المنتخب التشيكي لكن الفريق لديه أيضا الامل والحافز في استغلال التوازن الذي تتسم به صفوفه من أجل تحقيق إنجاز حقيقي في البطولة يكون أفضل وداع للمدرب كاريل بروكنر المدير الفني للمنتخب والذي أعلن اعتزاله التدريب عقب انتهاء البطولة مباشرة.
وأشرف بروكنر /68 عاما/ على العديد من لاعبي الجيل الحالي منذ أن تولى تدريب المنتخب التشيكي في عام 1997 ونجح في التغلب على خيبة الامل التي أصابت الفريق في كأس العالم 2006 وتصدر معه مجموعته في التصفيات المؤهلة ليورو 2008 متفوقا على المنتخب الالماني الفائز باللقب الاوروبي ثلاث مرات سابقة.
ونجح بروكنر في بناء فريق جديد جيد بعد الفريق الذي وصل به إلى الدور قبل النهائي في يورو 2004 والتي اعتبره الجميع أفضل المنتخبات المشاركة فيها ولذلك كانت مفاجأة كبيرة أن يخرج الفريق من المربع الذهبي أمام المنتخب اليوناني الذي توج باللقب فيما بعد.
وشارك المنتخب التشيكي في بطولة كأس العالم 2006 لتكون أول كأس عالم يشارك فيها بعد انقسام تشكوسلوفاكيا إلى التشيك وسلوفاكيا ولكنه مني بهزيمتين أمام إيطاليا وغانا بنتيجة واحدة هي صفر/2 كانتا كفيلتين بخروجه من البطولة صفر اليدين.
ولكن بروكنر قاد الفريق في مرحلة انتقالية بعد كأس العالم وقدم عروضا رائعة في تصفيات يورو 2008 ولذلك أصبح لدى الفريق الفائز بالمركز الثاني في يورو 1996 ثقة في إمكانية تحقيق إنجاز خاص في يورو 2008 التي تستضيفها النمسا وسويسرا بالتنظيم المشترك من السابع إلى 29 حزيران/يونيو المقبل.
أما أبرز علامات الاستفهام التي تحيط بالمنتخب التشيكي فتتعلق بمركز خط الوسط المهاجم الذي يلعب دورا أساسيا في الفريق حيث يغيب عن صفوف الفريق نجم هذا المركز وقائد المنتخب توماس روزيكي بسبب الاصابة والعملية الجراحية التي أجراها حديثا في ركبته كما يغيب عن الفريق في نفس المركز اللاعب المخضرم بافل نيدفيد بسبب اعتزال اللعب الدولي.
ومن ثم سيفتقد الفريق للموهبة التي يمكنها السطوع والتألق في ذلك المركز.
ورغم ذلك يستطيع بروكنر أن يدفع ببعض الاسلحة البارزة في وسط الملعب مثل ماريك ماتيوفسكي نجم ريدينج الانجليزي وياروسلاف بلاسيل لاعب أوساسونا وديفيد ياروليم نجم هامبورج الالماني وتوماس جالاسيك لاعب نورنبرج الالماني ويان بولاك نجم أندرلخت البلجيكي.
وسيعتزل جالاسيك بعد انتهاء يورو 2008 كما سيعتزل المهاجم المخضرم يان كولر /35 عاما/.
ويدعم كولر في الهجوم زميله ميلان باروش الذي سجل ثلاثة أهداف في ثماني مباريات في التصفيات كما يتألق إلى جوارهما النجم الشاب مارتين فينن.
وعلى الرغم من التفوق الهجومي للمنتخب التشيكي في النواحي الهجومية ينتظر أن يتألق الفريق دفاعا أيضا من خلال ثنائي قلب الدفاع رادوسلاف كوفاتش وديفيد روزينال.
وينضم إليهما في الدفاع زدنيك جريجيرا قلب دفاع يوفنتوس الايطالي وماريك يانكولوفسكي وتوماس أوفالوسي.
كما يضم المنتخب التشيكي بين صفوفه بيتر تشيك حارس مرمى تشيلسي الانجليزي والذي يمثل أفضل حارس مرمى في العالم حاليا مما يجعل طموح الفريق هو الفوز بلقب البطولة ليكون الثاني له بعد أن أحرز لقب البطولة عام 1976 تحت اسم تشيكوسلوفاكيا.
وقال فينن الذي تألق مع المنتخب التشيكي في بطولة العالم للشباب (تحت 20 عاما) عام 2007 كما تألق مع إنتراخت فرانكفورت الالماني في الموسم المنقضي "سنبذل كل ما بوسعنا للتأهل إلى الدور الثاني (من المجموعة الاولى التي تضم مع الفريق منتخبات سويسرا وتركيا والبرتغال) وبعدها سنرى كيف تسير الامور. الأدوار التالية تكون صعبة دائما وتحتاج فيها لمزيد من الحظ".